تناول هذا البحثُ الحديثَ عن التعريب بين (مختار الصحاح للرازي، والمصباح المنير للفيومي)، حيث تُعد ظاهرة التعريب من أهم الظواهر اللغوية التي حظيت باهتمام اللغويين؛ لأن هذه الظاهرة أصبحت من الظواهر البارزة في اللغة، نتيجة اختلاط العرب بالأعاجم لأسباب: سياسية ودينية واجتماعية واقتصادية، فقد تسللت ألفاظ كثيرة إلى اللغة، واستعملت هذه الألفاظ في كثير من مرافق الحياة مما جعل اللغة العربية تضطلع بمثل هذه الألفاظ، ويتضح لنا أن العرب قديما وحديثا؛ قد خضعوا لأسباب كثيرة أدت إلى استدعاء ألفاظ غير عربية، ثم أخضعوا هذه الألفاظ للفحص والتَّمحيص، وهكذا مرت الألفاظ غير العربية بثلاث مراحل: الدخيل أولا ثم التَّعريب ثم الاستبدال، ولا ننكر سببا آخر مهما هو أن الألفاظ الدخيلة قد تتطابق صوتيا وبنائيا مع حركات الإعراب العربية، مما دفع العرب إلى الاستغناء عن مرحلتي الاستبدال والدخيل، عقدت الباحثة موازنة بين مختار الصحاح والمصباح المنير، وظهرت من خلالها عدد الكلمات التي انفرد بها كل منهما، ثم تناولت الكلمات الأعجمية التي اتفق عليها كل منهما، وقامت الباحثة بتوثيق نصوص هذه الألفاظ وضبطها من مصادرها المعتمدة، كما تناول البحثُ موقف الرازي والفيومي من ناحية التغييرات الصرفية التي طرأت على الألفاظ الأعجمية، والرَّأي الَّذي تَميلُ إليه الباحثةُ، مدعومًا بالأدلَّة الَّتي تجمَّعت لديها، وقد هدفت هذه الدراسة إلى معرفة الكلمات الأعجمية وما حدث لها من تغييرات سواء كانت في الحروف أو في الحركات، أو بقاء اللفظ الأعجمي على حاله.