أخلاق تقديس الحياة بين الانسان والطبيعة دراسة في فلسفة ألبرت شفيتزر

نوع المستند : المقالات البحثية

المؤلف

أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة المساعد بكلية الآداب- جامعة الفيوم

المستخلص

يؤكد شفيتزر أن المبدأ الحاكم للوعي هو"إرادة الحياة"؛ فنحن نقدر وجودنا ونريد تعزيز رغبتنا في الحياة. لكننا في الوقت نفسه يتوجب علينا أن نتبنى الحقيقة العدمية التي مفادها إننا ككائنات فانية، سنموت يومًا ما. يجب أن يتقبل الكائن العاقل حقيقة أن حياته تعتمد على الظروف الكونية والحقائق البيولوجية الخارجة عن سيطرته. يقف المرء في موضع غير مستقر؛ يوجد توتر عدائي بين الشخص الواعي بذاته والكون المادي الذي سيجعله يشيخ ويموت. هذه هي ثنائية تقديس الحياة، فأمام الانسان خياران، إما التراجع إلى حياة غير مأمونة العواقب من الأنانية الباحثة عن الذات، أو المزيد من التأمل لاكتشاف أنه خلال الوقت الذي نمتلكه، نحوز حرية روحية فريدة تنشأ عن إدراكنا لدوافعنا وأفعالنا. وعندما تتغلب إرادة الحياة السابقة للعقلانية على العقل الذي أصبح مستسلمًا لحقيقة أن الخلود محرم علينا، في هذه اللحظة نكتشف أن بداخل كل منا تغيير، قوة داخلية، ترتقي فوق التقلبات التي تهاجمنا بها الأحداث [الكونية].  لقد تجاوز هذا الشخص مجرد الاستسلام ويكتشف الآن حالة جديدة من الوجود، حيث يفضي الاستسلام لإرادة الحياة إلى أولى الفضائل وهي "الإخلاص". حيث يصبح الانسان الآن مصممًا على العيش بإخلاص وإجلال إرادته في العيش من خلال السبيل الوحيد المتبقي له؛ عليه أن يكرس حياته للاعتزاز بحياة الآخرين، كل الآخرين، لأنني أعلم أنها تتوق إلى الامتلاء والتطور بعمق كما أتوق أنا.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية