يعد موضوع تطور الكنيسة الكاثوليكية في تشاد 1923-1990م من المواضيع المهمة في تاريخ تشاد الحديث والمعاصر؛ حيث شهدت تشاد في النصف الثاني من القرن العشرين توافد إرساليات الكنيسة الكاثوليكة وسرعة تطورها وتنوع أدوارها وإسهاماتها في مختلف مجالات الحياة في تشاد؛ ومن هنا تبرز أهمية موضوع الدراسة متمثلًا في تتبع مراحل تطور الكنيسة في تشاد، ويهدف البحث إلى بيان المراحل الزمنية لتطور الكنيسة الكاثوليكية في تشاد، ونظرًا لطبيعة الموضوع جمعتْ الباحثة بين المنهج التاريخي والتتبعي لإعطاء تصور كامل عن مراحل تطور الكنيسة، والتي تمثلت في المرحلة الأولى : الاستطلاع والتأسيس1929-1960م، والمرحلة الثانية 1960-1980م، ثم المرحلة الثالثة : 1980-1990م الازدهار والتطور، وقد توصل البحث إلى عدة نتائج , منها :
- اهتمت الكنيسة الكاثوليكية بتقديم الخدمات الاجتماعية والتعليمية والثقافية والزراعية والرعوية والعمل على محو أمية المجتمع التشادي من خلال منظماتها - تمكين اللهجات المحلية إلى جانب الخدمات الطبية والإغاثية والتي تمكنت من إحراز نجاح في ذلك المجال على وجه الخصوص - تمكنت الكنيسة الكاثوليكة بطاقمها من محاولة دراسة أحوال السكان وإيجاد مجالات للإسهام في تكوين النخب المثقفة لتقوم بدور المستعمر بعد استقلال البلاد - كان لأتباع الكنيسة الكاثوليكية دورٌ مهمٌ في مجال نشر المذهب الكاثوليكي وفتح أبواب العمل التبشيري في بواكير القرن التاسع عشر الميلادي في تشاد - استطاعت الكنيسة أن تحصل على مركز مهمٍ من خلال مؤسساتها ومراكزها ومنظماتها الدولية والحكومية في المرحلة الثالثة حيث ظهرت جليًا خدماتها الاجتماعية في مختلف الميادين والمجالات في مختلف مناطق البلاد ولا سيما الجنوبية والعاصمة - تعددت في تلك المرحلة مراكز الكنيسة الكاثوليكية في تشاد وكنائسهـــا التي أصبحت في تزايد مستمر.