المنحة البابوية بالسيادة الإنجليزية على أيرلندا: المقدمات والنتائج (1152-1179م)

    يستهدف البحث دراسة فترة من أهم الفترات في تاريخ أيرلندا خلال فترة العصور الوسطى، تلك التي فقدت أيرلندا خلالها استقلالها الكنسي والسياسي؛ وصارت تابعةً لسلطة البابوية وإنجلترا، وذلك من خلال دراسة المنحة المقدمة من البابوية لإنجلترا بضم أيرلندا إليها، وفرض السيادة الإنجليزية عليها. ويرصد البحث طبيعة العلاقات القائمة بين أيرلندا وكل من البابوية وإنجلترا قبل تلك المنحة، وأحوال الكنيسة الأيرلندية، وطبيعة العلاقة بينها وبين الكنيسة البابوية في روما، كما يوضح دوافع الملك الإنجليزي هنري الثاني للسعي لفرض سيطرته على أيرلندا؛ والأسباب التي جعلت البابوية توافق على الغزو الإنجليزي لأيرلندا، كما يهدف البحث إلى عرض المرسوم البابوي الصادر من البابوية وتحليله، والمعروف بـ "Laudabiliter" الذي بموجبه تم تقديم أيرلندا منحةً من البابوية إلى ملوك إنجلترا؛ للوقوف على الأهمية التاريخية له؛ كونه وثيقةً دينيةً وسياسيةً مهمةً؛ وكذلك لفحص دوافع كل من البابا أدريان الرابع والملك هنري الثاني من وراء غزو أيرلندا؛ ورصد الظروف التي ساعدت على صدور هذا المرسوم، سواء من جانب البابا أو الملك الإنجليزي، وتحديد السياقات التاريخية والدينية التي أحاطت صدور المرسوم، مع رصد طبيعة الجدل الذي اندلع بين الباحثين حول مدى مصداقية هذا المرسوم البابوي وأصالته؛ من خلال معالجة الحجج المتعلقة بأصالته أو تزييفه، كما يتناول البحث موقف رجال الكنيسة الأيرلندية، لاسيما الأساقفة ورؤساء الأساقفة، وردود أفعال أمراء وقادة أيرلندا من الغزو الإنجليزي لبلادهم. ويستكمل البحث تتبع سياسة البابوية بعد البابا أدريان الرابع فيما يتعلق بالسيادة الإنجليزية على أيرلندا، وتوصل البحث إلى عدة نتائج أهمها؛ أن البابوية كانت الداعم الرئيس للملوك الإنجليز لفرض سيطرتهم على أيرلندا؛ بموجب المراسيم الرسمية الصادرة منها، وأن الخلافات الداخلية بين الحكام الأيرلنديين كانت السبب الرئيس في فقدان أيرلندا لاستقلالها السياسي؛ لم تعد العلاقات البابوية - الأيرلندية قائمة بذاتها بل صارت فرعًا من العلاقات الأنجلو- بابوية.