يسعى هذا البحث إلى استجلاء شعرية رثاء الذات في ضادية طرفة بن العبد، والكشف عن المشاعر الجمالية فيها من خلال البناء اللغوي وموسيقاه ، والشكل، وروعة الأسلوب، وخصوصية التشكيل من حيث: (الصوت والإيقاع، واللغة، والضمائر، والصور الشعرية)، ويتفق الجميع على أن لغة الشعر تختلف عن لغة النثر، ويأتي على رأس السمات العامة للغة الشعرية؛ الطابع الإيحائي التي تعجز عنه اللغة العادية السطحية أو التقريرية، وكذلك الغموض الذي لا يصل إلى درجة اللبس، يضاف إلى ذلك المفارقة التي تنبع من مجاوزة الواقع والابتعاد عن معجمية اللغة، والانفعالية بما تحمله من شحنات عاطفية، والموسيقية، والفردية، والانحراف أو العدول أو الانزياح. إن رثاء الذات يعني التعبير عن مشاعر إنسانية صادقة محفوفة بخوف مربك من الموت، ونظرة متأملة لما بعد موت الذات نفسها، كما يعني الإشفاق والأسف والرقة والتفجع والرحمة التي يفيضها الإنسان على ذاته في موطن يظن الإنسان فيه بالهلاك أو الحزن الفاجع أو الإحباط المرير. الكلمات الافتتاحية: الشعرية – رثاء الذات – الضادية – طرفة بن العبد.